أقرأ أيضا أهم الصحف المغربي |
وقـد عرفـت الصحـف اإللكترونيـة بالمغـرب ارتفاعـا هامـا خـال العقـد األخيـر، حيـث ناهـز عددهـا 500موقـع سـنة 2012 ،وهـو مـا يجعـل نفـاذ اإلعـام الرقمـي قويـا جـدا، مـع اإلشـارة إلـى تزامـن ذلـك مـع نقـل عـدد مـن ممارسـي الصحافـة المكتوبـة تجاربهـم إلـى الشـبكة العنكبوتيـة. وقـد عـزز هـذا الحضــور المتنامــي للصحافــة اإللكترونيــة مســاهمتها فــي تنشــيط الحيــاة السياســية والمجتمعيــة بالمغـرب، وكذلـك دورهـا فـي تجسـيد السـلطة الرابعـة التـي تمثـل أحـد روافـد الديمقراطيـة. |
وتواجـه الصحافـة اإللكترونيـة المغربيـة عـدة تحدّيـات، ابتـداء مـن فوضـى المصطلـح التـي تطبعها، إذ مــا يــزال الجــدل اليــوم قائمــا حــول المفاهيــم المؤسّســة للحقــل كتلــك التــي ترتبــط بماهيــة الصحافــة اإللكترونيــة، وتعريــف الصحفــي المهنــي الممــارس فــي الحقــل، و »خدمــة الصحافــة اإللكترونيــة«، إلــخ. يضــاف إلــى ذلــك تحديــات البيئــة التكنولوجيــة وتأهيــل القطــاع والنمــوذج
االقتصــادي، وتحديــات المضمــون الرقمــي، وكــذا أخالقيــات المهنــة. |
التحديات التي تواجهها الصحافة اإللكترونية المغربية |
ترتبــط الصحافــة اإللكترونيــة بشــكل وثيــق بالتكنولوجيـات الجديـدة، مسـتثمرة بذلـك وبشـكل أساسـي خاصيـة التفاعليـة المتعـددة الوظائـف التـي تميزهــا، لدرجــة يمكــن معهــا توصيــف العمــل فــي مجـال الصحافـة اإللكترونيـة بــ »التكنـو- صحفـي«. وهــو مــا يعنــي أن الدعامــة التكنولوجيــة تقــع فــي صميــم القضايــا الملحــة لتأهيــل قطــاع الصحافــة
اإللكترونيــة. وللتفاعـل الجيـد مـع التحـدي التكنولوجـي المرتبـط بالصحافــة اإللكترونيــة المغربيــة، يطــرح تحــدي إنجــاز أرضيــة تكنولوجيــة وطنيــة مشــتركة تســاعد علــى اســتغالل أفضــل للحلــول المتاحــة، وبأقــل تكلفـة ممكنـة، والكفيـل بتوفيـر دعامـة تكنولوجيـة متطـورة، ترفـع مـن تنافسـية الصحافـة اإللكترونيـة المغربيـة، إن علـى المسـتوى التكنولوجـي أو فـي مـا يتعلــق بالمحتــوى الرقمــي. وللدعامــة التكنولوجيــة وتعزيزهــا آثــار واضحــة فــي االســتجابة للتحــدي التكنولوجــي، وكــذا فــي تجويــد العمــل الصحفــي اإللكترونــي. وذلــك مــن خــال مــا توفــره التكنولوجيــات الجديــدة التــي تمكــن فــي
المجــال الرقمــي مــن:
- توفير مساحة غير محدودة لألخبار.
- توفير األخبار بصورة فورية ومستدامة.
- إتاحة األرشفة، والبحث، واسترجاع المعلومات.
- السماح للمستخدم باختيار طريقة تصفح
الموقع.
- استخدام أدوات الوسائط اإلعالمية المتعددة.
- التفاعل مع المستخدم، وتمكينه من إبداء
رأيه، والتعليق على المادة الصحفية، والتحاور مع
الصحفيين والمحررين والمستخدمين اآلخرين.
- السماح بالتصحيح الفوري لألخطاء.
- إتاحة التشبيك االجتماعي. |
إن أول مالحظــة تســترعي االهتمــام بخصــوص الصحافــة اإللكترونيــة المغربيــة، هــو ضعــف حجــم االسـتثمار فـي القطـاع، بخـاف مـا يجـري فـي البلدان الغربيــة أو بعــض بلــدان الشــرق األوســط وشــمال إفريقيـا. ويسـجل فـي هـذا الصـدد غيـاب مسـتثمرين يتكفلــون باحتضــان مشــاريع واعــدة ومفتوحــة علــى االبتـكار فـي المجـال )angels business .)وهـو مـا يعنــي أن قطــاع الصحافــة اإللكترونيــة غيــر جــذاب بالنسـبة للمسـتثمرين المغاربـة وال يحظـى باألولوية لديهــم. ويبـدو أن المؤسسـات المرتبطـة بالصحافـة الورقيـة هـي التـي اسـتثمرت بشـكل نسـبي فـي مجـال إنشـاء مواقــع إلكترونيــة، لكــن دون أن تتميــز مضامينهــا، فــي الغالــب، عــن الصيغــة األصليــة الورقيــة، فــي حيـن أن المؤسسـات الصحفيـة اإللكترونيـة الخالصـة والتـي ال تسـتند إلـى خلفيـة ورقيـة )players-pure ) تجـد صعوبـة فـي الظهـور واالسـتمرار.
|